سورية – كانون الأول 3 2019

أحمد جودة , صديق دولي لمنظمة SOS قرى الأطفال

الراقص أحمد جودة يحتل مركز الصدارة لأجل الأطفال

 عُيٍّن الراقص ومصمم الرقصات المترعرع في مخيمٍ للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق" أحمد جودة"  صديقاً دولياً لمنظمة قرى الأطفال SOS.

وينوي أحمد تسخير الشهرة التي اكتسبها بصفته راقص باليه لجذب الانظار نحو الحاجات الماسة للأطفال المستضعفين و لمشاركة مهاراته مع الأطفال الذين يتلقون الرعاية البديلة في برامج قرى الأطفال , ويصف أحمد ذلك بقوله:" يستطيع الرقص أن يقوي من شخصية الأطفال , إذ يقدر الأطفال من خلاله توظيف طاقاتهم والتواصل مع الآخرين ويعلمهم كيفية مساعدة وفهم بعضهم البعض".

وقد فاز برنامج وثائقي يعرض تفاصيل مسيرة حياته بعنوان " قم بالرقص أو مت " بجائزة إيمي الدولية لهذا العام عن فئة أفضل برنامج فني.

 درس أحمد الرقص في دمشق ومن ثم اتجه لتعليم رقص الباليه لكسب الرزق وكان يبلغ من العمر إحدى عشرين عاماً عندما بدأت الحرب في سورية وبدأ بمواجهة مخاطر كادت أن تنهي حياته و أدت إلى فقدان خمسة أفرادٍ  من عائلته فضلاً عن تعرضه لتهديدات بالقتل من المتطرفين لكونه راقصاً فقط . ولكن لم يرضخ أحمد لتهديداتهم بل رد عليهم بنقش عبارة " قم بالرقص أو مت " باللغة العربية في مؤخرة عنقه.

 بعد أن شهد وفاة الكثير من الأطفال خلال الحرب أمام عينيه ، لاسيما موت ابنة جاره، عزم أحمد على التحرك والمساعدة.

لقد أحسست بالصدمة لبرهة إلا أنه برغم قلة المال و عدم وجود الكهرباء كنت واثقاً بقدرتي على التقدم والمساندة بالشيء الوحيد المتوفر لدي، وهو الرقص

SOS الصديق الدولي لقرى الأطفال
أحمد جودة

ولتلك الغاية توجه أحمد الى منظمة قرى الأطفال لكي يمنح دروساً مجانيةً في الرقص وصور صعوبة تجربته ودهشة الاخرين بقوله :" لقد استهزأوا  بي في بداية الأمر بحجة أن البلد في خضم حرب وأنا أريد الرقص!. ولكنني استعنت بالرقص كي أساعدهم بالتغلب على صدماتهم وخوفهم، إذ أن معظم أولئك الأطفال قد رأوا أحد والديهم يتعرضون لأعتى انواع العذاب والمعاناة". ويشرح كيف كانت أصوات التفجيرات والطائرات في بداية التجربة تدخل الأطفال في حالة من الذعر والصراخ الشديد.

ويكمل أحمد "ولكن بعد مرور فترةٍ من الزمن شعرت بأثر التغيير عليهم، فلم يعودوا يأبهوا لأصوات التفجيرات و ذلك لان الموسيقى والرقص كانوا محط تركيزهم.  هذا هو الأمر الذي طالما أردت منهم القيام به ألا وهو النظر إلى الحياة بالمنظار المشرق". 

انتقل أحمد الى أمستردام بمساعدةٍ من الجمعية الوطنية الهولندية للباليه في شهر تشرين الأول من عام 2016، حيث تابع دعمه لمنظمة قرى الأطفال من خلال تأدية عروض للرقص بغية جمع التبرعات بالإضافة إلى مساهمته في العديد من الفعاليات الخيرية لمساعدة اللاجئين السوريين.

وفي تشرين الثاني في عام 2018عقد ورشة تدريبية في الرقص استمرت عشرة أيام في مركز قرى الأطفال ضمن مدينة فيسينزا الإيطالية اختتمها بعرض راقص على خشبة مسرح المدينة.

يهدف أحمد لدعم منظمة قرى الأطفال عبر نشره رسالة الرقص من أجل السلام والمساهمة في زيادة الوعي عن طريق ظهوره على الوسائل العامة ووسائل التواصل الاجتماعي وعقد ورشات عمل خاصة بالرقص في مراكز قرى الأطفال حول العالم ويضيف: " يسرني للغاية أن اسعى باحثاً عن المواهب التي يتمتع بها الاطفال وماداً لهم يد العون في سبيل رسم أحلامهم وتحقيقها".