حلب – كانون الأول 2 2018

مهند يعود إلى مقاعد الدراسة بعد ثلاثة سنوات من الحرمان

مهند هو طفل يبلغ من العمر 11 عامًا توقف عن الدراسة لمدة ثلاث سنوات خلال الأزمة السورية يعود اليوم إلى التعليم بعد أن قامت قرى الأطفال SOS بإعادة تأهيل مدرسة الثورة بنين في حلب.

توقف مهند الطفل ذو العشرة سنوات عن الذهاب إلى المدرسة لما يقارب ثلاثة أعوام في خضم الأزمة السورية ولكنه وبفضل قرى الأطفال سورية التي أعادت تأهيل مدرسة الثورة في حلب استطاع العودة إلى مقاعد الدراسة مجدداً بعد أن كانت فكرة ارتياد المدرسة لمهند صعبة التخيل خاصة وأن العيش تحت نيران الحرب في الجزء الشرقي من مدينة حلب كافلاً بحرمانه من متابعة تعليمه الدراسي لمدة ثلاث سنوات.

رغم أن مهند لم يكن يحب الدراسة سابقاً ولكنه أدرك رغم صغر سنه خسارته لمستقبله بسبب منعه من ارتياد المدرسة لثلاث سنوات خاصة وأنه أصبح يشعر بالحزن والخجل من قدراته الضعيفة على القراءة بالمقارنة مع أقرانه. لم يعلم مهند إلى متى سيظل محروماً من التعليم لاسيما وأن جميع المدارس في حلب الشرقية قد تعرضت للدمار الجزئي أو الكلي جراء الحرب. 

أدى تعاظم الصراع في حلب خلال الأزمة السورية إلى فقدان مهند لمنزله ومدرسته إلا أن الفقدان الجلل في حياته كانت فقدان والدته في عام 2015 إثر غياب المساعدات الطبية إضافةً للتراجع الملحوظ الذي لحق بقطاع الخدمات الصحية. كان ذلك عاماً شاقاً للغاية لمهند ,الابن الأصغر بين إخوته الثلاثة, ووالده الذين تحتم عليهم الانتقال من ملجأٍ إلى آخر سعياً وراء مكان آمن في حلب الشرقية بالإضافة إلى معاناته من الاكتئاب الناجم عن عدم قدرته على تخطي فقدان والدته.  

عندما وقفت مقابل بوابة المدرسة في اليوم الأول من العام الدراسي ظننت أنني أحلم. كم أتمنى أن ترى والدتي مقدار سعادتي الآن

مهند
 

في عام 2018 عزم والد مهند على العودة إلى حي السكري والمكوث عند أحد أقرباء العائلة وقد شجعه على ذلك الأخبار التي سمعها عن إعادة تأهيل مدرسة الثورة من قبل قرى الأطفال  SOS بعد تحسن الظروف الأمنية في حلب الشرقية مما إعاد الحياة إلى حي السكري وسمح بعودة المهجرين الآملين بتسجيل أبنائهم في المدرسة.

أدرك مهند بعد تسجيله في المدرسة بأن الوقت قد حان لتعويض ما فاته من الدراسة خلال الأعوام الفائتة.  فعليه في البداية أن يخضع لاختبار يحدد مستواه التعليمي ومن ثم الالتحاق بصفوف دراسية تعطي مناهج دراسية خاصة بتقليص أعداد الأطفال المتسربين من المدارس في سورية عبر تمكينهم من دراسة عامان دراسيان في عامٍ واحد.

في الطريق إلى المدرسة لمح مهند علامة فوق بوابة المدرسة مدون عليها " تمت إعادة تأهيل مدرسة الثورة من قبل قرى الأطفال SOS في سورية في عام 2018" مما بعث فيه شعوراً بالسعادة لانه استرجع بعدها لحظات مميزة عاشها في أحد مراكز قرى الأطفال الصديقة للطفل في مدينة حلب خلال فترة تهجيرهم حيث تلقى الدعم الذي ساعده مع أطفال آخرين على تجاوز شدائد الحرب والتهجير.  

اكتملت أعمال إعادة تأهيل مدرسة الثورة في أيلول من عام 2018 وستستقبل المدرسة عدد يصل إلى 1800 طفل  لكي يتمكنوا من  معاودة الدراسة والتمتع بحقهم في التعليم. قام بهذه المبادرة مشروع الاستجابة الطارئة لقرى الأطفال في حلب والتي هدفت إلى حماية حقوق الأطفال الأساسية وتزويد العائلات المهجرة بحاجاتهم اليومية الأساسية.

تم تغيير اسم الطفل حمايةً للخصوصية.