ريف دمشق جرمانا – كانون الثاني 9 2018

مركز جديد لقرى الأطفال SOS يؤمن الملاذ للأطفال القادمين من الغوطة الشرقية.

يوفر مركز الرعاية المؤقتة في الضواحي الشرقية لدمشق الإيواء والرعاية المؤقتة للأطفال الذين هم بأشد الحاجة إليها الآتون من المناطق المحاصرة في سوريا. ويهتم المركز، الذي افتتح في تشرين الثاني/نوفمبر، بالأطفال والمراهقين الأصغر سنا المنخرطين بعمالة الأطفال لمساعدة أسرهم على البقاء

ساعد مركز جرمانا لإيواء الأطفال المشردين ، الذي افتتح بالشراكة مع اليونيسف منذ افتتاحه في نوفمبر/ تشرين الثاني. أكثر من 100 طفل معظمهم يعيشون ويعملون في الشوارع

ويدعم المركز أيضا الأسر المستضعفة من خلال برنامج قرى الأطفال SOS المنفصل مقدماً المساعدة المؤقتة للأسر عبر حث وتشجيع الأطفال والمراهقين العاملين على العودة إلى ارتياد المدرسة. وتمثل جرمانا، الواقعة على مشارف العاصمة، وجهة رئيسية للسوريين النازحين بسبب الصراعات الدائرة في أجزاء أخرى من البلاد.

يتحدث محمد مسعود، مدير مشروع في مركز إيواء المشردين، عن مكامن احتياجات الأطفال وما يتعين على قرى الأطفال SOS القيام به للمساعدة في المقابلة التالية.

كيف يمكنك وصف حالة الأطفال القادمين إلى المركز؟

يقتات معظم الأطفال من خلال بيع المواد البلاستيكية التي يجمعونها أو البحث عن الطعام والأشياء الأخرى ليأكلوها في النفايات ومن خلال استقصائنا توصلنا إلى أن العائلات تعتمد على هذا المال عبر هذه الوسائل لكي تبقى على قيد الحياة. وفي بعض الحالات الأخرى يخبرنا الأهالي أنهم قاموا بتسجيل أبنائهم في المدرسة في بداية العام ولكن قوبلوا برفض الأطفال ارتياد المدرسة وتفضيلهم العمل عليه بسبب التجارب السيئة التي مروا بها.

تعرض معظم الأطفال القادمين إلى المركز لصدمات نفسية جراء الحرب والضغوط الكبيرة عليهم لكسب المال ناهيكم عن وجود بعض حالات الاعتداء الجنسي تجاه الأطفال. بينما قد يمارس البعض الآخر عادات سيئة في الشارع كالإدمان على شرب الكحول أو استنشاق المواد المخدرة مثل الغراء. إضافةً لإصابتهم بأمراض وغياب النظافة الشخصية فقد تصيبهم عدوى الجرب أو أمراض مختلفة ناجمةً عن سوء الأوضاع المعيشية.

 ولهذا من الجوهري أن نتصدى لتلك الحالات من خلال معالجة الحاجات النفسية والصحية والتعليمية والمهنية الأساسية لهؤلاء الأطفال.

 كيف تتجلى المساعدة التي يقدمها المركز للأطفال؟

يأتي العديد من هؤلاء الأطفال من عائلات تكافح من أجل تأمين لقمة عيشها . ويفتح المركز أبوابه على مدار اليوم وفي كل أيام الأسبوع ويعنى بتقديم المأوى للفتية والفتيات ومعالجة الاحتياجات الأساسية مثل تأمين المكان الآمن لهم للراحة والاستحمام. وذلك لا يقل أهمية عن تزويدهم  بالرعاية الصحية الأساسية والدعم النفسي والاجتماعي والنشاطات التعليمية والتدريب المهني. كما يتيح المركز الفعاليات والنشاطات الترفيهية حتى يتمكن الأطفال من التمتع بطفولة هانئة.

كم عدد الأطفال الذين تمت مساعدتهم حتى الآن؟

تم افتتاح المركز في تشرين الثاني /نوفمبر 2017 وقدم المساعدة لأكثر من 100 طفل حتى هذه اللحظة، وهذه هي البداية فقط. ويبين تقييمنا أن هناك ما لا يقل عن 850 طفلا ومراهقا في المناطق المحيطة بالمركز يقومون بأعمال وضيعة لتوليد الدخل لمساعدة أسرهم على البقاء على قيد الحياة إذ أن الحاجة ملحة لديهم وتزداد إلحاحا مع كل يوم تدور فيه عجلة القتال.

 

يقع مركز قرى الأطفال بالقرب من الغوطة الشرقية وهي  ضمن ضواحي دمشق تدور فيها المعارك والصراعات. كيف تنعكس آثارها على عملكم؟

اندلعت معارك ضارية في شرق دمشق، وقد سقطت قذائف بالقرب من جرمانا في بعض الأحيان حيث يقع مركز دعم المشردين  لقرى الأطفالSOS  ويرصد المستشارون الأمنيون الأوضاع عن كثب لضمان اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية الأطفال وطاقم العمل أيضاً.

جميعنا متطلعون إلى أن يعم الاستقرار ويهدئ الوضع الأمني. حينها من المتوقع أن يكون آلاف العائلات التي عجزت عن الخروج من المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية بحاجة ماسّة وعاجلة إلى المساعدة. وعلينا أن نكون مستعدين لتقديم يد العون لهم ومنح الأطفال  من هذه المناطق الدعم النفسي والاجتماعي  الأمر الذي له أهمية بالغة نحو تقديم الرعاية والاهتمام بصحتهم النقسية على المدى البعيد.

كيف يمكنكم مقارنة الوضع في الغوطة الشرقية مع المناطق المحاصرة الأخرى مثل حلب؟

يظهر تقييمنا للوضع الأمني أن الأوضاع في الغوطة الشرقية مماثلةً لما يحصل في حلب أثناء الحصار الخانق عام 2016 وبالتأكيد لا تقل الحاجات الملحة للأطفال والعائلات المستضعفة في حلب مرتبة عن المناطق الأخرى التي تدور  فيها رحى الحرب والنزاع أو دارت فيها في الماضي.