قرية SOS قدسيا – حزيران 3 2018

وجبة بلمسات اللطف

شارك أطفال من قرية الأطفال قدسيا في سورية في مبادرة تطوعية مع منظمة خيرية محلية تعد وتوزع وجبات مطبوخة للنازحين والعائلات الفقيرة في محيط مدينة دمشق

شارك أطفال من قرى الأطفال في مبادرة تطوعية نظمتها جمعية خيرية محلية تعمل على تحضير وجبات الطعام وتوزيعها على العائلات الفقيرة والمهجرة في ريف دمشق. يعتبر شهر رمضان شهراً فضيلاً وله قداسته في العقيدة الإسلامية يصوم المسلمون فيه من كل أرجاء العالم من وقت طلوع الشمس حتى مغربها، هو ذاك الشهر حيث يتكاتف فيه المسلمون وتجتمع العائلات وتحتفل بقدومه و يؤدي المسلمون البالغون فرضية الصيام بينما يحاول الأطفال صيام بعض أيام هذا الشهر لكي يشعروا بعظمة هذا الفرض.

في منتصف شهر رمضان تحمس الأطفال في قرية الأطفال قدسيا للذهاب إلى مركز مدينة دمشق للمشاركة في هذا النشاط التطوعي إلى جانب فريق سوري ينظم الأعمال الخيرية بهدف طهي وتوزيع وجبات الطعام على عائلات فقيرة ومهجرة في ريف دمشق. 

كل ما كان يجول في خاطر يوسف البالغ من العمر أحد عشر عاماً وهو ينظر عبر نافذة الحافلة التي كانت تقلهم إلى مركز مدينة دمشق هو أمله بشعور أعضاء فريق الجمعية الخيرية بالسعادة تجاه مساهمة الأطفال كما طلبت منه أمه أن يفعل ذلك في اليوم الذي سبقه. تملكه الخوف من أنه عند وصولهم سينشغل الجميع بالتحضيرات ولن يرشده أحد حول كيفية العمل، فبدأ يوسف وأخته التحدث عن الوجبات التي سيطهونها مع الفريق ما مكنه من تخفيف خوفه وقلقه على الرغم من شعوره بالجوع قليلاً لاسيما أنه قرر الصيام ذاك اليوم مثل أصدقائه وائل وبلال.

وصلت الحافلة إلى الموقع وكان يعرف يوسف ما يجب عليه فعله أولاً فأخذ يساعد في حمل الصناديق الخمسة التي جلبوها من قريتهم إلى فريق الجمعية الخيرية والتي ساعدهم بتعبئتها في اليوم الفائت الأمهات البديلات في قرى الأطفال بأنواع مختلفة من الطعام والخضار المعلبة التي غلفت داخل الصناديق وأرسلت إلى الفريق في الجمعية. 

حالما أتمَّ يوسف مهمته المتمثلة بتقشير البطاطا غمرته السعادة والبهجة وشعر بالراحة خاصة عند قيام السيد أسامة قائد الفريق بتنظيم جميع الأعمال وتوزيع المهام على الجميع . في ذلك اليوم أدرك يوسف وللمرة الأولى مقدار الوقت والجهد الذي تقتضيه المبادرات التطوعية.

لطالما سمع يوسف بأن شهر رمضان لا يتمثل بالامتناع عن الطعام والشراب فقط بل بفعل الخير تجاه الأشخاص المحتاجين أيضاً " إنني حزين يا سيد أسامة لأن الوجبات لن تكفي جميع العائلات المهجرة، ما الذي عليكم القيام به لمساعدة الآخرين؟" سأل يوسف قائد فريق الجمعية الخيرية والحزن يملأ محياه فأجابه" للأسف ليس باستطاعتنا توزيع وجبات الطعام لكل العائلات المحتاجة ولكن هناك جمعيات خيرية أخرى تحرص على مساعدتهم بعون مئات المتطوعين المتحمسين لفعل الخير لهم مثلك يا يوسف" كانت تلك إجابةً منطقية بالنسبة ليوسف والذي أدرك استحالة أن تساعد جمعية خيرية لوحدها جميع المحتاجين بل يقتضي ذلك بلا شك تعاون وتضافر جهود الجمعيات الأخرى بهدف مساعدة الجميع.  

بحلول الساعة الرابعة مساءً كانت وجبات الطعام جاهزةً لنقلها لأماكن إقامة العائلات المهجرة وعندها أنهى يوسف وأصدقائه أداء مهمتهم عادوا إلى قريتهم متعبين ولكن الفخر والسرور يملؤهم لما أنجزوه إذ أن مشاركتهم في المبادرة الخيرية قد نبعت من صميم إرادتهم الحقيقية أملاً بمد يد العون للآخرين، مبتهجين ومعتزين بسماع كلمات التشجيع من جميع المشاركين في هذا العمل.

حكى يوسف وإخوته في قرى الأطفال وهم جالسون على مائدة الإفطار منتظرين غروب الشمس ما قاموا بفعله في ذلك اليوم لأمهم البديلة في القرية و عن مساعدتهم لأعضاء الجمعية الخيرية في تحضير وجبات الطعام بالتزامن مع قيام الأطفال في بقية منازل القرية بالعمل ذاته. ومن البيٍّن أن جميع الأطفال أحسوا بإنجازٍ عظيم لما قاموا به وهم يتلهفون شوقاً للمشاركة في مبادرةٍ تطوعيةٍ تالية.

تم تغيير اسم الطفل حمايةً للخصوصية.