الدعم الطبي – أيار 31 2017

إجراء عملية جراحية ناجحة في القلب لطفلة سوريّة صغيرة

هديل ذات العشرة أعوام واحدةٌ من 200 طفل في سوريا استفادوا من مشروع الدعم الصحي لدى قرى الأطفال SOS الذي بدأ في عام 2016 ، ويهدف المشروع إلى تأمين العمليات الجراحية ومختلف أنواع الرعاية التخصصية للأطفال ذوي الاحتياجات الطبية الطارئة داخل بلدٍ يعاني من نقص في الكوادر الطبية وتعرضت داخله الكثير من المشافي للدمار خلال الأزمة.

وفي صباح أحد الأيام كانت تنتظر والدة هديل مع أفراد الفريق الطبي في قرى الأطفال SOS بترقبٍ وقلق خارج غرفة العمليات في مستشفى دمشق قبل أن يخرج الطبيب  معلناً الأخبار السعيدة عن إتمام العملية بنجاح.

انفجرت والدة هديل بالبكاء بينما أخبرها الطبيب أن هديل البالغة عشرة أعوام ستستعيد عافيتها سريعاً عقب الجراحة التي أجريت لعلاج عيبٍ خلقي في القلب.

إن الطفلة هديل واحدة من بين 200 طفل على امتداد البلد تلقوا الاستفادة من برنامج الإحالات الصحي لقرى الأطفال منذ إنشائه في 2016 ويقدم العمليات الجراحية ومختلف أنواع الرعاية التخصصية للأطفال ذوي الاحتياجات الطبية الطارئة داخل بلدٍ يعاني من نقص في الكوادر الطبية وتعرضت الكثير من المشافي للدمار خلال الحرب التي دامت ستة أعوام.

تعيش هديل مع والديها وإخوتها الثلاثة في ملجأ للمهجرين داخلياً قرب القسم الغربي من مدينة حمص. ويقول مسؤول الصحة في قرى الأطفال SOS أسامة ابراهيم " علمنا بحاجة هديل لإجراء جراحة القلب عندما اجتمعنا بوالديها خلال زيارتنا الأولى للملجأ، عندها أدركنا أن حياتها في خطر وتستدعي حالتها الأولوية القصوى ضمن البرنامج الصحي لدينا حيث نركز جهودنا على دعم الأشخاص المحتاجين لإجراء عمليات جراحية تنقذ حياتهم" 

سافرت هديل بصحبة والدتها إلى دمشق بغرض الجراحة في شباط من عام 2017 ويقول الدكتور الجراح الذي أجرى العملية لهديل  خالد حمزة " آمنت بقدرتها على التعافي منذ أول مرة رأيتها على الرغم من التقارير الطبية السابقة التي تفيد بانعدام فرص الشفاء عندها، ثم اتخذت القرار أخيراً بالتوجه لإجراء الجراحة لها "  

بعد انقضاء عدة أسابيع على إتمام العملية قام فريق قرى الأطفال SOS بزيارة العائلة في الملجأ خارج حمص ليلاحظوا في المدخل فتاة تلعب الغميضة مع أصدقائها ليكتشفوا بعد ذلك أنها هديل.

تقول سارة إحدى أعضاء فريق قرى الأطفال SOS معبرة عن مشاعرها في تلك اللحظة " لم أستطع كبح دموعي عندما رأيتها وهي تلعب وتمرح هكذا، إنني شاكرةٌ جداً لفرصة مساهمتنا في رسم الابتسامة على وجهها البريء والجميل".

وطمئن والد هديل أفراد الفريق عن وضع ابنته الصحي والضحكة تملأ وجهه بقوله " كنت معتاداً على حملها في الماضي والآن لا أستطيع أن ألتقط أنفاسي وأنا أحاول أن أتبعها وأجري خلفها" 

يعد برنامج الإحالات الصحي في قرى الأطفال SOS جزءاً من الاستجابة الطارئة الكاملة للأطفال والأسر في حلب ودمشق وطرطوس

وتؤمن قرى الأطفال SOS في سوريا مساحات صديقة للطفل وتعمل على توفير التعليم للأطفال وتقدم الإغاثة الإنسانية للعائلات المستضعفة فضلاً عن الرعاية الموجهة للأطفال الذين فقدوا ذويهم أو المنتظرين إعادة انضمامهم وتوحيدهم مع عائلاتهم.

تم تغيير اسم الطفلة حمايةً للخصوصية.