تمكين لم شمل الأسر – شباط 12 2019

أحلام تتخطى الصعاب وتعتمد على نفسها مجدداً.

دفع الاكتئاب أحلام إلى ترك أطفالها الثلاثة في مراكز قرى الأطفال للرعاية المؤقتة في عام 2015. وهي الآن قادرة على رعايتهم مرة أخرى بفضل الدعم الذي تتلقاه من مشروع تمكين لم شمل العائلات

. ووصفت أحلام تجربتها بنبرةٍ يعتريها الندم والحزن:" لطالما شعرت بالغضب والصدمة من الأمهات اللواتي تركن أطفالهن، لم أتخيل في حياتي أن مصاعب الحياة قد تدفع الأم لخسارة أبنائها وتركهم. إنني ممتنة حقاً لمساعدتكم أطفالي خلال أقسى أيام حياتي".

انفصلت أحلام عن زوجها في 2015 بسبب قسوته معها ومع أطفالها، وكما اختفى الأب أيضاً عقب الانفصال في إحدى مناطق النزاعات في ريف دمشق ولم ترد عنه أيّ أخبارٍ جيدةً كانت أم سيئة مما ترك أحلام تبيت في حالةٍ من القلق والشك واسئلةٍ لا جواب عليها، حبيسةً لأفكارٍ وخيالاتٍ دارت في بالها.

مع مرور الأيام بدأت أحلام معاناتها مع الاكتئاب إذ أنها لم تكن متيقنة من مشاعرها، أهي حزينة أم سعيدة، بل كل ما أحست به في داخلها هو الفراغ. وتطورت بها حالتها عند تركها مع أطفالها منزلهم في ريف دمشق لظروفٍ أمنيةٍ متفاقمة لأنها لم تكن تستطيع أن تشعر بأي شيء. 

 "ما أزال أذكر هذا التاريخ ( 20 أيار 2015)، اليوم الذي نظر أطفالي إلي بخيبة املٍ لأن جلَّ ما أرادوه هو البقاء معي ولكنني لم أستطع أمنحهم أي شيء حتى حب وحنان الأم" هذا ما عبَّرت عنه أحلام وهي تضع أطفالها في مركزٍ للرعاية المؤقتة في قرى الأطفال في دمشق الذي يستقبل الأطفال المشردين ويوفر لهم الرعاية والدعم لفترةٍ قصيرة. قام فريق قرى الأطفال خلال إقامتهم في المركز بدراسة حالتهم و سعى إلى إيجاد عائلاتهم البيولوجية و الممتدة بغية توحيدهم معاَ، إضافةً إلى تقديم المساعدة للأسر التي تواجه أزمات أو شدائد بهدف تمكينهم ثانيةً وتيسير قدرتهم على حماية أطفالهم وتقديم الرعاية الضرورية لهم. 

استعانت أحلام قبل افتتاح قسم توحيد الأسر في شباط من عام 2016 بالعلاج النفسي صمن جلسات الدعم النفسي التي يقدمها مشروع تمكين وتوحيد الأسر، حيث كانت تقديم  المساعدة لإعدادها لاستقبال أطفالها أمراً ضرورياً. وبالتزامن مع ذلك كان أطفالها الثلاثة وهم محمد " اثنا عشر عاماً" ورشا "عشرة أعوام" و زياد* " ستة أعوام"  يخضعون لجلسات دعم نفسي و علاج للصدمات النفسية خلال فترة مكوثهم في مركز قرى الأطفال.

استطاعت أحلام ضمن التحضيرات لتوحيد الأسرة أن تستأجر شقةً صغيرة في ريف دمشق عقب استقبالها الدعم المادي من فريق تمكين وتوحيد الأسر، مما بعث عليها الغبطة والتفاؤل لتبدأ بالبحث عن مدارس قرب منزلها لتسجل فيهم أطفالها.

وأضافت "رشا" المسؤولةٌ في فريق تمكين وتوحيد الأسر:" نسعى عبر مشروع تمكين وتوحيد الأسر إلى توفير الدعم في مجالاتٍ مختلفة لأحلام وأطفالها، مثل التأمين الصحي والدعم التربوي وتأمين الكساء والمستلزمات المدرسية". وقد شهد مستوى محمد ورشا وزياد التعليمي تطوراً واضحاً منذ إعادة توحيدهم مع والدتهم علاوةً على التحاقهم بدوراتٍ تعليميةٍ خاصة مكنتهم من إحراز درجاتٍ عالية في موادهم الدراسية الأمر الذي جعلهم يعرضون درجات اختباراتهم على فريق مشروع تمكين وتوحيد الأسر والفخر يغمرهم خلال إحدى زياراتهم لجلسات الدعم النفسي .

ستتمكن قرى الأطفال من خلال مشروع تمكين وتوحيد الأسر قريباً من تعزيز دعمها للأسرة عن طريق تزويد أحلام بالإعانة المالية اللازمة والخدمات الاستشارية تمهيداً لتأسيس مشروعها الصغير الخاص والذي سيعيد عليها بالمدخول المادي الجيد أملاً ببناء جو من الاستقرار لأطفالها الذين لا مطلب لهم سوى عناقاً من والدتهم المحبة .

During the preparations for the family reunification, Ahlam was able to rent a small apartment in Damascus rural after she received financial support from the RSP team. This support made her so happy and optimistic that she started looking for schools near her new house so she could register her children there.

“ Through RSP we provide Ahlam and her children with support in different areas, such as medical insurance, educational support,  school supplies and clothes” said Racha, one of RSP team members.

The educational situation of Muhammad, Rasha and Ziad has improved a lot since their reunification with their mother. They even started to attend special educational courses, and that helped them get good marks in School and which makes them show their test marks proudly to RSP team during their psychosocial support visits.

Through RSP, SOS Children’s Villages will soon reinforce its support for the family by providing Ahlam with the needed financial and advisory support to start her income generating project. This small project will help her earn an income and create a stable home for her children who need nothing in this life more than a daily cuddle and a hug from their lovely mother.

 

*Names have been changed to protect the privacy of the family members.