رعاية الشباب
– أيار 15 2022
طريق أريج نحو النجاح
كانت أريج البالغة من العمر 19 عاماً واحدة من أوائل الأطفال الذين انضموا إلى مراكز الرعاية المؤقتة لقرى الأطفال في عام 2014. انتقلت أريج من المركز السوري للفتيات اللاتي تعرضن للتعنيف إلى قرى الأطفال SOS بناءً على طلبها بعد أن التقت بفريق SOS في المركز أثناء زيارتهم.
فقدت أريج الرعاية الأسرية ومرت بأحداث صعبة في حياتها شملت النزوح وخطر الزواج المبكر ولكنها في نفس الوقت كانت تتمتع بشخصية قوية وواثقة من نفسها ساعدتها على الكفاح للحصول على حقها في عيش حياتها كطفلة.
عندما انضمت إلى مركز الرعاية المؤقت، تلقت أريج الدعم من مقدمي الرعاية والأخصائيين النفسيين في الوقت الذي مكثت فيه مع أطفال في نفس عمرها، مما ساعدها على الاندماج وقبول حياتها الجديدة في المركز.
على الرغم من كونها في بيئة آمنة حيث تتلقى الرعاية ، كان من الضروري جداً توفير الدعم النفسي لأريج لمساعدتها في التغلب على الصدمات النفسية التي عانت منها في حياتها وقد استمر هذا الدعم حتى بعد انتقال أريج إلى منازل المجموعات الصغيرة في صحنايا في عام 2019 وذلك لأن عملية شفائها استغرقت وقتاً ، ومرّت ببعض النكسات التي استطاعت تخطيها من خلال عودتها إلى مقاعد الدراسة.
كانت لدى أريج رغبة قوية في العودة إلى المدرسة لتحقيق حلمها في الالتحاق بالجامعة ولهذا السبب اجتهدت بالدراسة لرد الفجوة التعليمية التي كانت لديها بسبب تسربها من المدرسة.
لا يزال أصدقاء أريج وجميع مقدمي الرعاية مندهشين من إنجازها لأنها تمكنت من اجتياز امتحانات المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في ثلاث سنوات فقط مما جعلها تلتحق بالجامعة لدراسة علم الاجتماع في عام 2021.
أريج شابة تتحلى بالمسؤولية ولديها الكثير من المبادرات الإيجابية مع الآخرين حيث أنها تساعد مشرفة الشابات في أعمال المنزل والطهي، كما أنها تساعد بقية مقدمات الرعاية من خلال مرافقة الأطفال إلى المدرسة أو رياض الأطفال. علاوة على ذلك، فهي لا تتردد في تقديم الدعم التعليمي للأطفال في منازل المجموعات الصغيرة.
التطور المهم الأخير الذي حدث في حياة أريج خلال عام ٢٠٢١ كان النجاح في التواصل مع والدتها البيولوجية التي زارتها في صحنايا لمقابلتها لأول مرة الأمر الذي كان كفيلاً ببث السعادة في نفس أريج وتقديم الدعم النفسي الكبير لها.
تستعد أريج اليوم نفسياً واجتماعياً لدخول مرحلة شبه الاستقلال، وهي المرحلة التي ستساعدها على أن تصبح مستقلة تماماً في المستقبل. على الرغم من هذا التغيير المهم في حياتها , لا تشعر أريج بالقلق من العيش المستقل لأنها تعلم بأنه أن هناك العديد من الأشخاص حولها ممن تربطهم بها رابطة أسرية قوية سيقدمون لها الدعم والنصح متى احتاجت إليهما.