دمشق- تمكين الأسر – آذار 8 2017

تحضير كعكة بأنامل الأمل.

نسرين واحدة من 600 مستفيدة من برنامج تمكين الأسرة في الحفاظ على مسار حياتهم وتأمين مستقبل أطفالهم.

بينما كانت تقف نسرين أمام الخلاط الكهربائي داخل مطبخها الصغير رجعت بذاكرتها للوراء إلى مطبخ منزلها القديم الواقع في الغوطة (منطقة في ريف دمشق)، ذلك المطبخ الفسيح الذي كان يجمع كل المعدات والأجهزة اللازمة لإعداد أشهى الأطباق.

"يا لها من رحلة حافلة بالأحداث، الحمد لله" قالت سرّا مع نفسها لتعود إلى تركيزها مع صوت ضحك أطفالها والذي كان يرن في مسامعها مثل الموسيقى، ومع ابتسامة مطمئنة واصلت خلط الكعكة لكي تبيعها في اليوم التالي.

فقدت نسرين منزلها جراء اندلاع الأزمة السورية حالها حال الآلاف من السوريين. وبعد عناء البحث عن مكان للعيش وعمل يدر عليه دخلاً يعيل منه عائلته ثبط الوهن والاكتئاب عزيمة الزوج ومن ثم رحل ببساطة. لتجد الزوجة نسرين ربة المنزل ،34 عاماً، نفسها فجأةً مسؤولة عن إعالة ثلاثة أطفال. انتقلت بعدها للعيش مع شقيقتها الأرملة ووالدة طفلين وبدأت عملها بالتطريز لكن العمل كان مرهقاً ومضنياً ولم يجني لها ما يكفي من المال، لتعرف من جارتها عن برنامج تمكين الأسر في قرى الاطفال SOS فذهبت إليهم.

قدم البرنامج تعويضاً ومنحة مالية للأطفال إضافةً لمبلغٍ شهري بهدف إعانتها على استئجار منزلٍ لهم، وبعد أن شعرت بالراحة النفسية والطمأنينة على أطفالها اتفقت مع شقيقتها على أن تبقى الأخيرة مع الأطفال في المنزل وأن تبحث نسرين عن عمل، لتجد عملاً في غسل الصحون عند محلٍ للمخبوزات. وبعد ذلك بادرت مديرتها في العمل بتذوق كعكة حضرتها نسرين بنفسها وبنظرة ملؤها الرضا والإعجاب من المديرة عرضت على نسرين وظيفة في تحضير وخبز الكعك. تقول نسرين وقد اغرورقت عينيها بالدمع " لن أستطيع رد عرفان وجميل قرى الأطفال  SOSتجاهي حين قدموا لي يد العون في تأمين مستقبل أطفالي ومنحهم الأمل للتحليق بأحلام الغد".

إن نسرين اليوم واحدة من 600 مستفيد من برنامج تمكين الأسر الذي يعكف على مساعدتهم على عيش حياة سليمة وفعالة وضمامستقبل أطفالهم.