دعم الشباب – كانون الأول 12 2017

حنان شابة عمرها 20 عاماً عاشت في قرى الأطفال SOS في قدسيا ، حصلت على درجاتٍ جيدة في المدرسة الثانوية مما أتاح لها متابعة تعليمها الجامعي بدراسة الكيمياء في جامعة دمشق، وإضافةً لدراسة المواد العلمية لدى حنان شغف لتعلم اللغات مثل اليابانية والانكليزية فانضمت لمعاهد خاصة لتعلمها بالتوازي مع دراستها الجامعية.

بدأت قصة حنان مع قرى الأطفال SOS عندما أحضرتها خالتها مع إخوتها إلى قرى الأطفال عقب طلاق والديها وهي في سن الثالثة. كان صعباً للغاية بالنسبة للطفلة الصغيرة حنان فهم ما يحدث مع عائلتها وأحزنها جداً زواج والدتها مجدداً وسفرها خارج البلاد، بيد أنها قاست الألم والحزن الأكبر على وفاة والدها. تعبر حنان بابتسامة قائلةً " برغم أنني كنت في الثالثة فقط من العمر أستطيع استرجاع ذكرياتنا السعيدة في الوقت الذي كنا نعيش فيه جميعنا معاً".

على غرار الكثير من الأطفال الذين عانوا من المحن واختبروا المصاعب اعتلى حنان الحزن والصمت خلال الأيام الأولى لإقامتها في القرية ولكن أمها البديلة أفاضت عليها اللطف والحنان وتوطدت علاقة متينة ومميزة بينهما مع مرور الأيام لتساعدها على اعتمادها على الذات فأصبح ذلك ركيزة أساسية في تكوين شخصية واثقة وقوية لدى حنان.  

في إحدى الأيام لاحظت حنان بينما كانت تمشي في القرية ملعباً لكرة السلة فرافقها الشغف لتلك الرياضة منذ ذلك الحين وبدأت تمارسها على نحوٍ منتظم. لتساهم في العديد من المسابقات وتفوز الكثير من الجوائز ويعود ذلك إلى مثابرتها وتدريباتها المستمرة والمنتظمة.

اكتسبت حنان اليوم استقلالها إلى حدٍ ما وتقطن مع أخواتها من قرى الأطفال SOS حلا ونور في دمشق مع الدعم اللازم الذي توفره قرى الأطفال SOS لهم في مرحلة الشباب حتى يتخرجوا من الجامعة ويجدوا عملاً ويكتسبوا استقلاليتهم.

تدرك حنان جيداً أهمية مساهمة الشباب في مجتمعاتهم لذا تساعد الآخرين من خلال التطوع في منظمة الهلال الأحمر وتعليم اللغة الانكليزية للأطفال في القرية. كون أنها شخص طموح للغاية حضرت خططها مسبقاً للمستقبل وتحلم بزيارة بلدانٍ كثيرة من العالم خاصةً اليابان مفتونةً بثقافتها وحضارتها والتي تعكس لها مثالاً أعلى لمسار التطور والتقدم الذي حققه الشعب الياباني.

إضافةً لذلك تأمل حنان أن تصبح مترجمة بارعة إلى جانب عملها الرئيسي في المخبر الكيميائي وتضيف قولها بحماسٍ شديد "أريد أن أكون امرأة ناجحة في المستقبل وأن تفخر بي أمي البديلة في قرى الأطفال. في حقيقة الأمر جاءت والدتي البيولوجية لزيارتي مؤخراً عند قدومها إلى دمشق وبإمكاني تقبل هذا الأمر ولكن ستظل أمي نورهان أمي المحبة والعزيزة على قلبي للأبد بجانب إخوتي في قرى الأطفال SOS الذين شكَّلوا عائلتي المحبة نهتم ونرعى كثيراً ببعضنا الآخر". ومثل باقي الأطفال في قرى الأطفال SOS يتكفل حنان الكثير من الكفلاء الذين لم يتوقفوا عن التواصل معها عبر زياراتهم أو رسائل يشاركون حنان عن طريقها  قصصهم الخاصة عن حياتهم وأطفالهم، وما تزال تحتفظ برسائلهم متمنيةً لهم السلامة والحياةٍ السعيدة. تتمنى أيضاً من كل قلبها بأن يشهد العالم اليوم الذي لا يترك فيه طفلاً من غير رعاية أسرية مع أن العديد من الأطفال يشهدون ظروفاً قاسية جداً إذ تغيب عنهم عائلةً تعتني بهم أو أسرة بديلة تحتضنهم وترعاهم  ك قرى الأطفال SOS التي تعكف على الاعتناء ودعم الأطفال لكي ينعموا بطفولة سعيدة ويصبحوا أفراداً فعالين في المجتمع.