برنامج تمكين لم الشمل
– شباط 1 2019
كريم يعود لحضن عائلته
كريم طفلٌ منحته قرى الأطفال في سورية الفرصة ليعيد اللحاق بركب حياته مجدداً.
" يا لها من رحلة! ، أليس كذلك" عبّر كريم ذو الثمانية أعوام بسؤال أعاده إلى افكاره مخاطباً فراس، أحد أعضاء مشروع تمكين وتوحيد الأسر في قرى الأطفال وهو يضع ابتسامةً صادقة على وجهه. مرَّ كريم برحلة شاقة كان أولها عندما فقد والدته خلال الحرب تلتها تركه مع شقيقه بدر* الذي يكبره بعام واحد للمدينة حينما اشتدت وتيرة الهجمات في حلب في غياب لاحترام الحقوق في حمايتهما من قبل والدهما. عندما وصل الشقيقان الى دمشق ضلّا الطريق بينهما ووجد كريم نفسه فجأةً تائهاً في مدينةٍ لا يعرفها وبدون مال أو مأوى أو ملجأ. واستمر بالشرود في شوارع المدينة إلى أن وجدته الشرطة، ولكنه رفض إخبار الشرطة بأي شيء خوفاً أن يعيدوه إلى والده. لذا أحضرته الشرطة إلى مركز الإقامة المؤقتة في قرى الأطفال في حزيران 2017.
و اتخذت حياة كريم مساراً مختلفاً تماماً، على الرغم من بقائه صامتاً طوال الوقت في البداية وعدم ثقته بأي شخص ونأيهِ عن اجابته على الأسئلة الموجهة له و تفضيله القاء وحيداً إلا أنه بدأ ومن خلال الدعم النفسي الذي خضع له في المركز بأن يفضي ما يجول في داخله وأن يخبر قصته. لتتمكن الآنسة زينة الطبيبة النفسية أن تعرف أن له عمَّاً يقطن في دمشق وأخبرت فريق تمكين وتوحيد الأسر بذلك. ويقول فراس "علينا إيجاد عمّ كريم لنتأكد أننا بذلنا كل ما بوسعنا لمساعدة الطفل".
وبغضون بضعة أشهر أتى الجهد الحثيث لفريق تمكين وتوحيد الأسر أكله عندما وجدوا العم. وزُفَّ الخبر السَّار لكريم وكانوا أكثر سروراً حينما علموا أن بدر يعيش مع عمه أيضاً. ما جعل توحيد الشقيقين الصغيرين مشهداً مؤثراً للغاية وسُعِد العم كثيراً بإيجاده أخيراً ابن أخيه وأبدى عن رغبته برعاية كريم , بيد أنه عبَّر عن عدم قدرته المادية على الاعتناء بطفلٍ أخر ضمن عائلته.
من منطلق الإيمان بتوحيد الطفلين كالحل الأمثل لرعاية بدر قام فريق تمكين وتوحيد الأسر بمساعدة العم على إنشاء متجر للبقالة لدعمه مادّياً. بينما قدّم البرنامج ل كريم وشقيقه الأكبر تعويضاً مالياً شهرياً بالإضافة إلى تسجيلهم في المدرسة وتسهيل حصولهم على اعفاءاتٍ من الرسوم والنفقات الدراسية والتأمين الصحي فضلاً عن إلحاقهم بجلسات الدعم النفسي
يتمحور برنامجنا بصورةٍ رئيسية حول توحيد الأطفال مع أسرهم البيولوجية أو الممتدة ومواصلة دعمهم حسب الحاجة لأن جميع الأطفال يستحقون العيش والنمو ضمن عائلةٍ مُحبة والسعي وراء تحقيق أحلامهم
أجاب كريم بابتسامةٍ صادقة ترتسم على وجهه" نعم يا لها من رحلة. شكراً لكم لأنكم وجدتم عمي وأخي، شكراً لكم لمساعدتكم لي".
كريم اليوم تلميذٌ مجتهدٌ في الصف الثالث الابتدائي ويعيش مع أخيه في كنف عائلة عمه في منطقة قريبة من دمشق، وطفلٌ منحته قرى الأطفال في سوريا الفرصة ليعيد اللحاق بركب حياته مجدداً.
*تم تغيير أسماء الأطفال حمايةً لخصوصيتهم.