لم شمل الأسر – نيسان 25 2018

قصة لم شمل خالد مع عائلته

ترك خالد ذو الستة عشر عاماً منزل عائلته في سن الثانية عشر وأقام في قرية الصبورة في دمشق لمدة أربعة أعوام حتى يسَّر فريق توحيد الأسر في قرى الأطفال SOS -سوريا لم شمله مع عائلته البيولوجية.

كان خالد يبلغ من العمر خمس سنوات فقط عندما انفصل والداه ثم انتقل ليبدأ حياةً جديدة في حلب مع والده وزوجة والده. عاش مع والده حتى أتمَّ الثانية عشر ثم غادر المنزل بسبب الخلافات العائلية. لم يكن لديه منزلاً دائماً حينما غادر بل تحتم عيه الاستمرار بالتنقل والبحث عن مأوى لكي يحتمي داخله. وخلال رحلته تعرض لإصابةٍ في رأسه إثر شظية قذيفة.

يصف خالد تجربته في الحرب قائلاً "أصبت في رأسي ونقلوني بعدها إلى مركز الإسعافات الأولية ولكني تعافيت حمداً لله. بالمقابل، إن الجرح الذي أصبت به في رأسي كان لا شيئاً بالمقارنة مع الجرح الذي ترك في قلبي".

عندما استطاع الوصول إلى دمشق في النهاية ذهب إلى مركز الهلال الأحمر السوري والتي أحالته إلى قرى الأطفال SOS، بعد انضمامه لمركز الرعاية المؤقتة لدى قرى الأطفال SOS في الصبورة كانت تنتاب خالد العصبية وضيق المزاج ونوبات غضب طويلة ومستمرة. وفر له فريق مقدمي الرعاية والاختصاصيين النفسيين الدعم النفسي الملائم آخذين بالحسبان تجاربه السابقة، فشرعت شخصية خالد بالتحسن وأصبح أكثر هدوئاً و استطاع بمرور الأيام التأقلم مع عائلته الجديدة وتكوين أصدقاء جدد.

يقول خالد "أكثر ما تعلمته في هذا المركز هو الانضباط".

برغم أن حياته ضمن قرى الأطفال SOS يسودها الاستقرار لم يكف عن التفكير حول عائلته وحلم بمستقبلٍ أفضل ولكن ظلَّ ذاك الهاجس الذي آلمه و ضيّق صدره وهو التوق لعائلة محبَّة، عائلته الخاصة.

ردت العودة لحضن عائلتي وإصلاح كل شيء. ما قيمة الإنسان بدون عائلته؟ مهما عاش من لحظات سعيدة سيظل متلهفاً في صميمه ليكون جزءاً من تلك العائلة

خالد
 

عمل خالد على تنمية مهاراتٍ عدة حينما كان في المركز لتصبح بأفضل شكل حيث طوَّر مهاراته الاجتماعية والتواصل واهتم على نحوٍ خاص بالأعمال الفنية واليدوية. علاوةً على ذلك،  وخلال إقامته في المركز تمكن من الالتحاق بالمدرسة بعد عامٍ من الانقطاع بسبب عدم سكنه في مكانٍ مستقر.

"عندما اكتشفت أنه سوف يلتم شملي مع عائلتي ثانيةً تضاربت مشاعري فأحسست بالسعادة وبالخوف في ذات الوقت. تحدثت مع والدي المقيم في ألمانيا حالياً وناقشنا المشاكل التي اعترضتنا ووعدني بأن يتولى رعايتي وأن يبدأ إجراءات تأشيرة الدخول لانضم إليه. إنني في غاية الحماسة لحياتي الجديدة".

قام أصدقاء خالد بتوديعه بحرارة قبل مغادرته المركز مع فريق قرى الأطفال الذين رافقوه في رحلته إلى حلب حيث تعيش جدته وشقيقه. تقول إيمان صديقة خالد عن ذلك "نتمنى له مستقبلاً مشرقاً آملين بأن يظلّ على تواصلٍ معنا". بينما يوجه خالد رسالة إلى أصدقائه في المركز قائلاً " عشت هنا لفترة أربع سنوات ضحكنا فيها وبكينا معاً، ما أريده لهم جميعاً هو مواصلة الدراسة  والعمل على الوصول إلى كل أحلامهم " ويضيف " أعظم طموحٍ لدي هو الاستمرار بتعليمي والالتحاق بكلية الفنون عنما أكبر، وأريد أن أتوجه بشكري وامتناني للعم مراد الذي ما فتئ يساعدني على اكتشاف وتنمية شغفي"

توجه فريق توحيد الأسر لدى قرى الأطفال SOS لزيارة خالد في منزل جدته في حلب بعد جمعهما معاً ليعيش بسعادةٍ وهناء برفقة من يحب.