تمكين الأسر – نيسان 21 2021

الطفلة نادين في رعاية جدتها الشجاعة

عشر سنوات مرت على اندلاع الأزمة السورية و نادين تكمل عامها العاشر من حياتها المليئة بالتحديات مع جدتها الشجاعة وأسرتها الكبيرة.

عندما كانت في سن الواحدة , فقدت نادين وشقيقتها الكبرى مرام والدهما بسبب الحرب في سورية ، مما جعلهما يعيشان في كنف جدتهما. على الرغم من فقدانها لرعاية الوالدين ، لم تُترك نادين بمفردها لأنها تلقت الرعاية والحماية التي احتاجتها من جدتها والأسرة الداعمة الكبيرة التي تعيش بينها في منطقة معضمية الشام في ريف دمشق.

كان لدي ستة أبناء. فقدت ثلاثة منهم خلال الحرب , أحدهم كان والد نادين رحمه الله. الثلاثة الآخرون اختفوا منذ سنوات وحتى هذه اللحظة لا نعرف ما إذا كانوا على قيد الحياة أم لا

جدة نادين

تعيش نادين اليوم مع جدتها وأختها وخمسة من أبناء عمومتها الذين يعيشون قصص مماثلة ويشاركونها نفس تجارب الحياة معاً.

تحب نادين جميع أبناء وبنات أعمامها ولكن ميس هي المفضلة بالنسبة إليها فهي تصغرها بسنة واحدة فقط وكلتاهما تذهبان إلى نفس المدرسة.

تقول نادين مع ابتسامة خجولة على وجهها : أحصل دائمًا على الدرجات التامة في جميع الاختبارات في المدرسة ولكن قبل إجراء أي اختبار أشعر بقلق شديد و أبدأ في البكاء أحياناً. عندما تراني المدرسة ، تضحك وتقول بأنها لا تتوقع مني أن أقلق بهذا الشكل لأنني ذكية ومتفوقة.

نادين متعلقة بشدة بجدتها البالغة من العمر 59 عاماً. فهي تمشي دائمًا إلى جانبها ، وتساعدها في الأعمال المنزلية والزراعية.

تقول جدة نادين : منذ أن كانت طفلة صغيرة ، كانت نادين دائماً تنام بجواري فقط. على الرغم من أنها شخص معطاء ومتسامح, إلا أنها لا تسمح أبداً لأي شخص بأن يأخذ مكانها بجواري عندما نذهب جميعاً للنوم.

تطمح نادين بأن تصبح طبيبة متخصصة في جراحة القلب في المستقبل. إنها تخطط للعمل بجد لإنقاذ حياة الناس ومساعدة أولئك الذين لا يملكون رسوم وتكاليف جراحات القلب المنقذة للحياة و الباهظة. وهي في الوقت نفسه ، تريد كسب المال لمساعدة جدتها.

 

جدة نادين لديها مزرعة صغيرة بجوار منزلهم. هناك تقوم بتربية خمس دجاجات وتزرع أنواعاً مختلفة من الخضراوات لإطعام أحفادها مثل البطاطس والطماطم والخس والباذنجان ... إلخ. ولكن بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية السيئة التي تواجهها العائلات في ريف دمشق ، كان من الصعب للغاية أن تبقى أسرة نادين معاً دون تلقي دعم إضافي, ولذلك ، بدأت قرى الأطفال SOS في تقديم الدعم للعائلة من خلال برنامج تمكين الأسرة منذ عامين. من خلال هذا الدعم ، أصبحت نادين قادرة على الذهاب إلى المدرسة مع أختها وأبناء عمومتها. بالإضافة إلى ذلك ،هم يتلقون دعماً تعليمياً إضافياً من خلال الدروس الخصوصية وذلك بسبب تراجع الخدمات التعليمية في المدارس الحكومية.

تقول جدة نادين: من خلال دعم قرى الأطفال SOS ، استطعت تلبية احتياجات أحفادي ، ويسعدني أن تكون SOS شريكاً لي يشاركني هذه المسؤولية.

لمساعدة جدة نادين في رعاية أحفادها ، يوفر برنامج SOS لتمكين الأسرة الدعم للعائلة عبر عدة وسائل . إضافة إلى الدعم التعليمي ، تتلقى الأسرة المساعدة لتغطية جزء من أسعار المواد الغذائية والملابس والرعاية الطبية والتدفئة في فصل الشتاء. علاوة على ذلك ، يساعد البرنامج الجدة على العمل في تموين الطعام وبيعه في فصل الشتاء لمساعدتها في زيادة دخل الأسرة.

تساعد قرى الأطفال SOS نادين و 619 طفلاً آخر في سورية على البقاء مع عائلاتهم حيث ينصب التركيز الرئيسي لهذا الدعم على منع تفكك الأسر وحماية الحقوق الأساسية للأطفال في بلد يحتاج فيه ملايين الأطفال بشدة إلى الدعم الإنساني.

* تم تغيير أسماء الأطفال حفاظاً على خصوصيتهم.