دمشق – آذار 30 2018

رامي الطفل العامل

رامي طفلٌ في العاشرة من العمر يعمل كفتى توصيل طلبات المشتريات من أجل دعم أسرته. وعند انتهاء فترة عمله يذهب إلى مركز دعم المشردين حيث يساهم في نشاطات تعليمية وترفيهية.

كان رامي يعيش مع أسرته في ريف حلب، وحين اندلعت الحرب في بلدتهم مرَّت العائلة بأيام عصيبة وبذلك كان خيارهم الوحيد هو الهرب من المنطقة.

يقول والد رامي " لدي ستة أطفال ومواردي ضئيلة لا تكفي لإعالتهم. بيتنا الصغير الواقع في ضواحي حلب أصبح ذكرى مؤلمة لهم، كلما جاء ذكره تترقرق الدموع في أعينهم الكبيرة وتنهمر على خدودهم الصغيرة". توجه الوالد مع عائلته إلى جرمانا بريف دمشق ووجدوا منزلاً غير مكتمل البناء ليسكنوا فيه لتبدأ بعدها أوضاعهم بالتدهور بشكلٍ تدريجي على مستوياتٍ عدّة.

"إن دخلي من أعمالي الحرّة بالكاد يكفي عائلتي لبضعة ايامٍ في الشهر بينما زوجتي منهمكةٌ برعاية الأطفال، عندما قررت إرسال رامي للعمل لم تكف والدته عن البكاء طوال الليل".

يعمل رامي ذو العشرة أعوام كعامل توصيل لمحل بقالة في الصباح. يستهل يومه باكراً بتلقي الأوامر من مديره في العمل ثم لينتقل إلى تأدية عمله المضنى المتمثل بتوصيل أكياس البقالة البلاستيكية إلى الجيران ويستمر بعمله حتى الليل ليجمع الأكياس مقابل أجرٍ بخس.

يقول رامي "لا يحصل والدي على دخلٍ مستقر كما أنه ليس بإمكان والدتي العمل نظراً لأنها تقوم برعاية إخوتي، بذلك أشعر بثقل المسؤولية فعندما أشاهد الأطفال يرتادون المدرسة ينتابني إحساسٌ بالغيرة أحياناً. وأتوق أن أصبح مثلهم وأن أحصل على التعليم".

كان رامي يعيش مع أسرته في ريف حلب، وحين اندلعت الحرب في بلدتهم مرَّت العائلة بأيام عصيبة وبذلك كان خيارهم الوحيد هو الهرب من المنطقة.

يقول والد رامي " لدي ستة أطفال ومواردي ضئيلة لا تكفي لإعالتهم. بيتنا الصغير الواقع في ضواحي حلب أصبح ذكرى مؤلمة لهم، كلما جاء ذكره تترقرق الدموع في أعينهم الكبيرة وتنهمر على خدودهم الصغيرة". توجه الوالد مع عائلته إلى جرمانا بريف دمشق ووجدوا منزلاً غير مكتمل البناء ليسكنوا فيه لتبدأ بعدها أوضاعهم بالتدهور بشكلٍ تدريجي على مستوياتٍ عدّة.

"إن دخلي من أعمالي الحرّة بالكاد يكفي عائلتي لبضعة ايامٍ في الشهر بينما زوجتي منهمكةٌ برعاية الأطفال، عندما قررت إرسال رامي للعمل لم تكف والدته عن البكاء طوال الليل".

يعمل رامي ذو العشرة أعوام كعامل توصيل لمحل بقالة في الصباح. يستهل يومه باكراً بتلقي الأوامر من مديره في العمل ثم لينتقل إلى تأدية عمله المضنى المتمثل بتوصيل أكياس البقالة البلاستيكية إلى الجيران ويستمر بعمله حتى الليل ليجمع الأكياس مقابل أجرٍ بخس.

يقول رامي "لا يحصل والدي على دخلٍ مستقر كما أنه ليس بإمكان والدتي العمل نظراً لأنها تقوم برعاية إخوتي، بذلك أشعر بثقل المسؤولية فعندما أشاهد الأطفال يرتادون المدرسة ينتابني إحساسٌ بالغيرة أحياناً. وأتوق أن أصبح مثلهم وأن أحصل على التعليم".

رأى فريق قرى الأطفال SOS الفتى في الشارع وأخبروه عن مركز دعم المشردين لقرى الأطفال حيث يستطيع الحضور إليه في أي وقت والمكوث فيه متى طاب له. يتركز الهدف الأساسي من مركز دعم المشردين بتزويد أطفال الشوارع بالحاجات الأساسية مثل المكان المريح ومستلزمات النظافة الشخصية والخدمات الصحية والدعم النفسي. يهدف المركز أيضاً إلى تحسين وضع الأطفال من خلال تمكينهم بالتعليم الصحيح ومهارات الحياة".

عندما قام رامي بزيارة المركز كان وضعه جيداً بشكلٍ عام بيد أنَّ وضعه الصحي قد تراجع جراء الظروف الغير صحية التي واجهها في مكان إقامته وعمله، ولهذا تلقّى حاجاته الأساسية مثل الدواء والتغذية السليمة حتى يتماثل للشفاء سريعاً. على الرغم من ذلك تنبه فريق المساعدين لدى قرى الأطفال إلى عدم قدرة الطفل فعلياً على تحديد حاجاته بسبب الحرمان الذي طالما اختبره في حياته.

يقول محمد، المشرف في مركز المشردين "كانت تتملكه مخاوف كبيرة من كل ما يحيط به وكان من الصعوبة بمكان وضع ثقته بأي شخص، واضطربت مهاراته الاجتماعية والنفسية رغم ذكائه اللافت. ولكن أكثر شيءٍ استحوذ انتباهنا هو شغف رامي وحبه للغناء حين سمعته ذات مرة يدندن أغنية مع نفسه ف نقلته إلى العاملين والمعلمين لدينا بغية تطوير موهبته، أبدى الفتى الصغير اهتمامه ورغبته بالدراسة وتعطشه للتعلم".  

يقول رامي " أحب الطعام هنا في المركز والملابس التي منحوني إياها أيضاً، وأجد الدروس ممتعةٌ للغاية والنشاطات هنا أنستني عملي المنهك في السابق".

سرعان ما أظهر رامي تطوراً ملحوظاً فتحسنت حالته الصحية وزاد اهتمامه الواضح في التعليم خلال النشاطات التعليمية والداعمة، فضلاً عن مساهمته في الفعاليات الترفيهية عبر غنائه برفقة أصدقائه بصورةٍ جميلة.

ويقول والد رامي "كلما تبادر إلى ذهني ذهاب طفلي إلى العمل أقف عاجزاً عن فعل أي شيء، لم أكن لأرسله لو كان في استطاعتي تحمل نفقات تعليمه إلا أنه لم يكن لدي ما يكفي من الدخل. وأعلم أنه معرضٌ للعديد من الأخطار هناك ولكن ماذا بوسعي فعل غير ذلك".

وضعت قرى الأطفال SOS خطة لمساعدة رامي وإخوته على تخطي المصاعب عبر نشاطات الدعم الاجتماعي والنفسي تاركةً تأثيراً على مستواه الدراسي وهيأته للالتحاق بالمدرسة. إضافةً لذلك، نعمل حالياً على تسجيله بمشروع مناهضة عمالة الأطفال حيث يمكن للعائلة من خلاله الحصول على المساعدة المناسبة. يستطيع الأطفال الالتحاق بالمدرسة متزودين بكامل القرطاسية واللباس المدرسي، كما سيحظى ذوي رامي بتعويضات إعانة عن كل طفل بهدف تغطية مختلف تكاليف الحياة. 

تم تغيير اسم الطفل حمايةً للخصوصية.